2018/06/11

(أعمال العشر الأواخر من رمضان ) للشاعر مدحت عبدالعليم الجابوصي


(أعمال العشر الأواخر من رمضان )
ألا من يُبلغُ الأحبابَ عنَّا....بحاضرةِ البحارِ على عجالِ
بأنَّا قد بقينا بعدَ نأيٍ.....على عهدِ الهوى دونَ انتقالِ 
وما خُنَّا عهودَ الوصلِ إنَّا......حدانا الشوقُ في غسقِ الليالي 
ظلنا في التهجُّدِ والصلاةِ......ونجمُ الكونِ في الآفاقِ عالِ 
فإن تأتِ مساجدُنا تجدْها......قد امتلأتْ برُهبانِ الليالي
كأنَّا عندَ ترتيلٍ وحدرٍ.......حكينا النحلَ فينا كلُّ تالِ 
وفينا من لهُ صوتٌ نديٌّ......وداعٍ في السحورِ وفي الأصالِ 
وباكٍ من لهيبِ الشوقِ يرجو...... لقاءَ اللهِ من دونِ ضلالِ 
فلاتحسبْ أخي أنَّا نكثنا......وبدلنا ولكنْ في نضالِ 
ولم نهجرْ سبيلَ الحقِّ يوماً...ولم نسلوا وكم في الناسِ سالِ 
أما واللهِ ما في المرءِ خيرٌ..... إذا لم يعتكفْ بعضَ الليالي 
يقومُ مُرتِّلاً آياتِ ربي......ويدعوهُ ويخشى للمآلِ
ويرجو رحمةَ الباري ويرعى.....مواثيقَ الإلهِ خليَّ بالِ 
يتوبُ إلى المهيمنِ من ذنوبٍ.....غدتْ في الكُتْبِ أمثالَ الجبالِ
فإن نزعَ الفتى صُقِلَ الفؤادُ....وأمسى نيِّراً مثلَ الهلالِ
وإن لجَّ وصدَّ عن الصراطِ......تغشَّى بالجهالةِ والضلالِ
ولم تبلغهُ أنوارُ الإلهِ....... ويومَ الحشرِ للأهوالِ صالِ 
ألا ياربِّ فامحُ ما تقضَّى..... من العثراتِ بصِّرني بحالِ 
ولاتتركْ فتىً قد باتَ يشكو..... من الأوزارِ أوزارِي الثقالِ 
فإنكَ أنتَ أكرمُ من دعوْنا......وأرجى من قصدتُ لدى السؤالِ 
مدحت عبدالعليم الجابوصي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات