2018/06/09

( أبتاهُ) للشاعر مدحت عبدالعليم


( أبتاهُ)
أبتاهُ دونَ تحييُّزٍ إخواني.....كالبدرِ ليلَ الستِّ بعدَ ثمانِ 
فإذا رأيتم من يُحاكي طلعَهُ....قولوا رأينا فلانا ابنَ فلانِ
يدعو لكلِّ المسلمينَ بيومِهِ.....يحنو على العصباتِ والجيرانِ 
علمتنا أنَّ القناعةَ في الدُّنا......أغلى من الياقوتِ والمرجانِ 
وإذا ذكرتُ بِسُبَّةٍ أهلَ الخَنَى..... قالَ ارفقَنْ بجماعةِ الإنسانِ
وإذا اجتهدتُ لنيلِ رزقٍ قالَ لي.......هوِّنْ عليكَ فرزقُنا بمكان
للحقِّ يهدي لم تفتهُ صغيرةٌ..... إن كانَ فيها خدشُ حقِّ فلانِ
ولقد تعافى بعدَ حُمَّى شديدةٍ......ظلَّتْ تُصارعهُ بدونِ هوانِ 
وعهدتُهُ لم يشكُ إلَّا شدَّةً.......تعدو عليهِ فباتَ منها يُعاني 
وكأنَّهُ حزنٌ عليَّ لأنَّني...... فارقتُهُ في هذِهِ الأزمانِ
لمَّا رجعتُ من النجاحِ قد انتهتْ.... آلامُهُ واشتدَّ لمَّا رآني 
هذا أبي طاولتُ فيهِ من اعتلى.......فعلوتُهُ وسبقتُ من ساماني 
قد شادَ صرحاً للمكارمِ في العُلا....... لا تبلغنهُ نواظرُ الانسانِ
لمَّا أردتُ بيانَ مأثرةٍ لهُ........ العدُّ في أجزائها أعياني 
للهِ درُّ أبيكَ من تركَ الدُّنا.....تشدو بذكرِ جميلِهِ المُتداني
قد زنتما أرضَ الهجينِ بحقبةٍ.......فمضتْ تتيهُ على الورى بزماني
مدحت عبدالعليم عبدالقادر رسلان بوقمح الجابوصي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات