2018/06/16

العيد في غزَّة _______البحر: البسيط-الشاعرة زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام


العيد في غزَّة _______البحر: البسيط

العيدُ شقَّ ظلاماً في الصُّدورِ وما___في الكونِ من ظُلَمٍ لن يُطفئ القدرا
العيدُ فرحتُنا يا من أرادَ لنا ___ بالحصرِ أحزانَ قلبٍ تقدَحُ الشَّررا
والضِّيقُ مِنكَ إليكَ السَّحقُ ترقُبُهُ ___إذ همَّةُ الشَّعبِ لن ترضى لكَ البطرا
والعيدُ يشرَحُ صدراً للفقيرِ وذا___ مِمّن تكرَّمَ بالإحسانِ واشتهرا
ربٌّ كريمٌ بسترِ الحالِ يُسعِدُنا ___ والحبُّ من ثقةٍ في رَبْعِنَا انتشرا
ذاكَ التَّزاور مِنْ أرحامِ مَنْ وصلوا___بالحُبِ والصِّدقِ للمعروفِ مَن شَكَرا
..............
لا كهرباءَ وتكبيرٌ أضاءَ لنا ___ دربَ الحنانِ إلى الأحبابِ قد سبرا
بالعطفِ كانَ لنا مِن جَدِّنا حِكَمٌ ___ تحمي حقيقةَ مَن هانوا ومن فَخَرا
ذاكَ الزَّمانُ بِهِ أحوالُ مَن حَمَلوا___على الأكُفِّ رؤوساً والفناءُ برى
أرواحُنا رَخصَت في ظِلِّ نكبتنا___ قد باتَ إقدامٌ مِن شَعبِنا عِبَرَا
عيدٌ يطوفُ على حَيٍّ يُهنِّئُهُ___بعدَ الخروجِ إلى الجَرْحَى ومَنْ قُبِرا
أطفالُنا زهرةُ الأيَّامِ في زمنٍ ___لم يُرحَمِ الزَّهرُ من عينٍ لهُ شّذِرا
................
هم قادةٌ لِغَدٍ يا ربِّ فاحفظهم ___ تزهو الحياةُ بِهِم قد فازَ مَنْ جَبَرا
ياعيدُ أنتَ المُنى من شِدَّةٍ عَبَرَت___صوبَ الحدودِ وكانَ القصفُ مُنتَظَرا
لا ما يخافُ لنا طفلٌ بلا سبَبٍ___ قد كانَ قصفٌ لأهلٍ أنطق الحجرا
يا عيدُ أنتَ لقلبِ الحُرِّ بَلْسَمُهُ___ ها قد تضوَّعَ طيبٌ منكَ وانتشرا
إذ يفرحُ الطفلُ من لهوٍ يدلِّلُهُ___ إنَّ ارتداءَ جديدٍ باتَ مُعتبّرا
هل للسَّعادةِ مِن أهلٍ تدومُ بِهِم___ والحربُ تَهدِمُ آمالاً لِمَن شَعَرا
.................
لَنْ يَقتُلَ الظُّلمُ أفراحاً لمن صَمَدوا ___إذ للشَّهادةِ طعمٌ باتَ مُفتَخَرا
إنَّ السَّعادةَ في الدَّارينِ مطلبُهُم ___والعيدُ مِن نِعَمِ المولى لمَن صَبَرا
ياربِّ صلِّ على الهادي وصُحبَتِهِ___ قد دامَ عِزٌّ لهم بالموتِ ما انقبرا
صلُّوا عليهِم إذا ما عادكم فرَحٌ ___كالعيدِ يوماً وذاكَ المُرجِفُ انحَسَرا
صلُّوا عليهم باعدادٍ ولا عددٌ ___يكفي حبيباً أبى من كانَ مُنتحِرا
صلُّوا أحبّتَنا وادعوا ليفرحَ مَن ___ كانَ الخلاصُ لهُ من خائنٍ قَدَرا
.............
الجمعة الأول من شوال 1439 ه
15 يونيو 2018 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
كل عام وأنتم بألف ألف خير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات