2018/06/05

حياء العاشقين -- زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام

حياء العاشقين _____________البحر: الوافر 
وَقَفْتُ عَلى الحُرُوفِ فبانَ دَربٌ___ إلى بَحرٍ تَعَاركُهُ الشُّطُوطُ
وبالآمال كانَ الموجُ يعلو ___ وأحلامٌ يُعانِدُها ... الهُبُوطُ 
ويجري الدَّمعُ من مُقَلٍ بِحُبٍّ ___ وشوقٍ ما لهُ سَتََرَت مُرُوطُ
ويدفعُ من حياءٍ كُلَ وصلٍ ___ ويَعْمَى عنْ زوارقِ مَنْ يَحُوطُ
ويَأْبَى ما دَنَتْ مِنهُ الخَطَايا ___ كأسماكٍ بها حَذَرٌ ... تُميطُ
وما غُزِلَت شِبَاكُ الحُبِّ إلاَّ ___ لكُلِّ تقاربٍ -عَلَنَاً - تَخيطُ
إذا زادَ الودادُ بلا أُصولٍ ___ يكونُ لهُ من الأدنى شُروطُ
فلا قُربٌ يَجُرُّ نياطَ قلبٍ ___ وتقريحُ الجفونِ لهُ ...غُبُوطُ
ولا يرجو بُعيدَ الوصلِ إلا ___ سُباتاً قد يكونُ بِهِ غَطِيطُ
أفِقْ يا مَنْ ترى امَلاً بعيداً ___ بِكُلِّ مُؤمِلٍ عصف السُّقوطُ
فهل ضاقت بكَ الدُّنيا فتلقي ___ بنفسِكَ في المهالِكِ يا عبيطُ ؟!
وأقدارٌ تجيئُ بِكُلِّ بُعدٍ ___ إذا عفَّ اللِّسانُ لِمَن يلوطُ
حياءُ المرءِ تاجٌ من لُجينٍ ___ بِهِ الماساتُ من عَرقٍ نقوطُ
وتأتي للمراكِبِ حافلاتٌ ___ بميناءِ الهوى عُرِفَ اللَّقيطُ
وذا أسْرٌ لِعُشَّاقٍ تمادوا ___ بوصلٍ في النَوى بانَ القنوطُ
عيونٌ في الهوى أَرِقَتْ وجالت___بِكُلِّ خبيئةٍ زادت فروطُ
وذاكَ الهجر يحيا في نفوسٍ ___وهذا الحُبُّ للأدنى سُعوط
يجودُ بنظرةٍ تحيي مواتاً ___ ونبضُ القلبِ يتْرُكُهُ الحُنوطُ
فيرمِيه الحياءُ بِكُلِّ سهمٍ ___ يُمَزِّقُ ما بدت مِنهُ الخيوطُ
بلا حِلٍّ يكونُ الوصلُ إثماً___ فلا تنسَ الإلهَ فقد ... يسوطُ
وعش في عِزةٍ وثباتِ قلبٍ ___بهِ الإيمانُ تَرْسُمْكَ الخُطُوطُ
وللأحزانِ لا تركن وداعب___ زهوراً بالنَّدى جادَ الغويطُ
ولا تحمل هموماً من بعيدٍ ___ وكن حذِراً ..هوانٌ لا ينوطُ
وصلِّ على الحبيبِ وكُن مُحِبَّاً___لكُلِّ فضائلٍ كانت تحوطُ
فمن كانَ الحياءُ لهُ زمامٌ ___ تساوى في الودادِ لهُ خليطُ
الأحد 18 رمضان 1439 ه
3 يونيو 2018 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات