2018/06/07

(ذكريات الصبا)الشاعر مدحت عبدالعليم الجابوصي


(ذكريات الصبا)
ذكرتُ زمانَ النقا الغابرِ....وطيبَ صدورِ الورى السائرِ 
وأُنسَ الحياةِ بصفوِ الحجى.....وطيبَ حديثِ الفتى السامرِ
وفي كلِّ ربعٍ لنا ملعبٌ..... فسيحٌ مليحٌ لدى الناظرِ 
وكم قد جرينا بهِ وانتشى.... فؤادٌ سليمٌ بذي الشاعرِ 
هناكَ جلسنا بشطِّ الترعْ..... تصفحتُ كُتْبِي بلا آمِرِ 
ويحلو لنا الحفظُ وقتَ العمل..... من العصرِ حتى المسا الزائرِ 
وكنا نعودُ بوقتِ الغسقْ..... وحسنُ الغروبِ غدا باهري 
نسوقُ القطيعَ إلى دارِهِ..... وكلٌّ يسيرُ بلا زاجرِ 
أعودُ إلى البيتِ كلِّي رضاً.....فكم فُقتُ كلَّ فتىً ماهرِ 
حفظتُ لعبتُ رعيتُ الغنم..... وشمسُ الغروبِ كما الحائرِ
وقد كانَ صحوي بوقتِ السحر...... ووقتُ اضطجاعي العشا الدائرِ
أنامُ وأصحو ولي فطنةٌ.. .. وقلبٌ منيبٌ إلى القاهرِ
وكنتُ حفيظاً ولي قدرةٌ......يراني الجميعُ كما الساحرِ 
تولَّى جميلُ زمانِ الفتى.....وصرتُ كمثلِ الفتى العاثرِ 
وصرتُ كسولاً كأهلِ الحضرْ.....أنامُ إلى الظهرِ عن آخرِ
وأهوى شهيَّ الطعامِ وذا......مضرُّ فؤادَ الفتى الطاهرِ
مدحت عبدالعليم الجابوصي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات