2018/06/19

لا بُـدَّ من صَـنَـعا -- بشير عبد الماجد بشير السودان . من ديوان ( أ ميرة )

لا بُـدَّ من صَـنَـعا

****
لو رُمْـتُ أَكتبُ تَـهرُبُ الكلماتُ مِنِّي
لستُ أَدْري كيفَ أَبْدأُها الكتابةْيَحتارُ فكري كلَّما فكَّرتُ في أَمري وأَمرِكْ .


يـوماً نكونُ كَـما نُـحِبُّ ..
وفَـجْأَةً تَـتَبَدَّلُ الأَحْـوالُ ..
يُـضْرَبُ بيننا سُـورٌ من الأَوهَـامِ ..
باطِـنُـهُ وظَـاهِـرُهُ الـعَـذابْ
ونَظًلُّ نُـمْعِنُ في الـجَفاءِ بلا سَـببْ
ويَـلوحُ فـي أَحْـداقِـنا حُـزنٌ كَئِيبْ
ويَـبينُ فـي نَبَراتِـنا نَـغَمٌ غَـريبْ
ويَـشِلُّ من خُـطُواتنا قَـيدٌ رَهـيبْ .
ونَـغوصُ نَغرَقُ في بِـحارٍ من سَـأَمْ
تَـتَبَدَّدُ الأَحْـلامُ فـي أَعْـماقِـها ..
وكأَنَّـهـا مـاءُ الـسَّرابْ
وتَـجِفُّ تَـذبُلُ كلُّ زهْـراتِ الأَمَـلْ
ويُـكابِـرُ القلبانِ ..
يَـدَعِيانِ زُهْداً في الوصالْ
ويُعانِدان ..
ويعلمانِ بأَنَّ بُعْدَهُما مُحالْ .
لا بُـدَّ من رُجْعَى إِلـى تلكَ الـظَّلالْ
لا بُـدَّ من صَـنعـا وإِنْ طالَ السَّفـرْ .
***
بشير عبد الماجد بشير
السودان . 
من ديوان ( أ ميرة )

هناك تعليق واحد:

  1. جزيل شكري وتقديري لاسرة مجلة غذاء الروح والفكر والتحية للجميع .

    ردحذف

إعلانات