ذكـرى جُـرْح -للشاعر المبدع بشير عبدالماجد بشير السودان . من ديوان ( أ ميرة )

ذكـرى جُـرْح 

**** 

عـامُـكَ الـثَّالثُ یـا جـُرحُ .. 

ومازلتَ على الأیَّـام تزدادُ اتِّـساعـا

أبـداً تقتاتُ من روحـي .. 

وتسقیني من التَّبریحِ كاساتٍ تِباعـا

عـامُكَ الثَّالثُ یـا جُـرحُ .. 

وھذي الغیمةُ السَّوداء 

لا تنوي انْقشاعا

كَـدَّرتْ صفوَ لیاليَّ وأیَّامي .. 

وما أبـْقـَت من الـنُّورِ شُـعـاعـا

عـامُكَ الثَّالثُ یأ جُـرحُ .. 

ومَنْ أَھوى أضاعَ العمرَ منِّي ثمَّ ضاعا

لم نجِدْ دُنیا كلانا ... 

مثلَ دُنیانا التي كانت نعیماً ومتاعـا

عامُكَ الثَّالثُ یا جُـرحُ .. 

وقلبي لم یزلْ یَنصاعُ للحبِّ انْصیاعـا

كلَّما حاولتُ اثنیه عن الأشواقِ .. 

ألـْـقَـى منـهُ صَـدَّاً وامْـتِنـاعـا

عـامُـكَ الثَّالثُ یا جُـرحُ .. 

ودمْعُ العین للسُلوان یوماً ما اطاعا

كلَّما الذِّكرى أطافت بي تَحدَّاني .. 

وأضناني وللأجفـانِ راعـا

عـامُـكَ الثَّالثُ یا جُـرحُ .. 

وما من أمـلٍ شَـیَّدْتـُهُ إلاَّ تَـداعى

لا یُـبالي ما ألاقـي تاركاً لي .. 

حَـسرةً كُبْرى و تَـحناناً مُـضَـاعـا

ھـذهِ ذِكـراكَ یا جُـرحُ .. 

تُـعًنِّي كلَّ عامٍ تُـلْھمُ الحُزنَ الیراعا

لیس لي من مَـھـرَبٍ عنھا .. 

وأرعاھا وإنْ أھْدَتْ شُجوناً والْتِیاعا .

***

بشير عبدالماجد بشير 

السودان .

من ديوان ( أ ميرة )