2018/06/11

مقال : ************* بقلم الأديب / على حزين


مقال : ************* بقلم / على حزين 
فوائد تعدد الزوجات " مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ "
مما لا شك فيه أن الزواج من " مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ " كما قال الله في كتابه العزيز .. { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا} سورة النساء: 3. 
وسنبين بأذن الله تعالي في هذا المقال , بعضاًَ من فوائد التعدد في الزواج , فهي كثيرة ولا تعد ولا تحصي , فالله عز وجل لم يشرع شيء عبثاً .. كما أنه لم يتركه هملا ...{ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } سورة الملك: 14.
وبدءً ذي بدء , وقبل أن أخوض وأستعرض بعض هذه الفوائد , ينبغي علينا كمسلمين أن ننتقل من خندق الدفاع عن شريعتنا الحسناء , وأحكامها الغراء الي خندق التعريف بمحاسن الشريعة الإسلامية التي جاءت لتحقيق السعادة للبشرية في الدنيا والآخرة. ومن ضمن ما جاء فيها من محاسن , التعدد في الزواج , 
وأريد ان أنفي عن نفسي شبهة وتهمة التحيز لجنس الرجال , قبل أن أذكر بعض الفوائد التي نجدها بسبب التعدد وهذا لأن ما سنبينه ينصب في المرتبة الاولي في صالح المرأة قبل الرجل , وذلك من وجهين لا ثالث لهما : الأول حفظ حقوقها ، والثاني رعايتها والحفاظ على كرامتها . 
فلم يَكن هذا التّشريع الإلهي انتقاصٌ من حقّ المرأة اطلاقاً , بل علي العكس فيه تكريم لها , وحفظ لكرامتها؛ ورفعا من شئنها , فقد أعطى الإسلام للمرأة مكانةً خاصةً في التكريم والعناية . من حيث انها شقائق للرجال , وكون وجوده متعلق بوجودها , فهما متلازمان لا ينفكان , 
يقول محمد الطاهر بن عاشور في تفسيره ” وقد شرع الله تعدّد النساء للقادر العادل لِمصالح جمّة : منها أنّ في ذلك وسيلة إلى تكثير عدد الأمة بازدياد المواليد فيها، ومنها أنّ ذلك يعين على كفالة النساء اللائي هنّ أكثر من الرجال في كلّ أمّة لأنّ الأنوثة في المواليد أكثر من الذكورة، ولأنّ الرجال يعرض لهم من أسباب الهلاك في الحروب والشدائد ما لا يعرض للنساء، ولأنّ النساء أطول أعمارًا من الرجال غالبًا، بما فطرهنّ الله عليه، ومنها أنّ الشريعة قد حرّمت الزنا وضيّقت في تحريمه لمّا يجرّ إليه من الفساد في الأخلاق والأنساب ونظام العائلات، فناسب أن توسّع على الناس في تعدّد النساء لمن كان من الرجال ميّالاً للتعدّد مجبولاً عليه، ومنها قصد الابتعاد عن الطلاق إلاّ لضرورة” ... 
اذا ليس تحيزا لجنس الرجال علي النساء , بل بالعكس كل هذا يصب في مصلحة النساء اولا قبل الرجل . {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} سورة الملك14. 
قلت ان الله شرع التعدد لما فيه من محاسن وفوائد كثيرة اذكر بعضها .
أولاً : أنها طاعة لله عز وجل وتنفيذاً لأوامره حين قال " فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ " الآية . 
ثانياً : تنفيذاً لسنة الحبيب النبي صلي الله عليه وسلم واقتداءً به , فقد عدد بأبي هو وأمي , وهو الأسوة والقدوة يقول الله تعالي " لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)الاحزاب . وقد ورد في كثير من الاحاديث أن من عمل بسنته صل الله عليه وسلم فقد أحيى الله قلبه يوم تموت القلوب مصداق ذلك قوله صل الله عليه وسلم فيما رواه الإمام الترمذي وحسنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال لبلال بن الحارث رضي الله عنه (من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي، فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ومن ابتدع بدعة ضلالة لا ترضي الله ورسوله كان عليه مثل آثام من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئا) .. 
ثالثاً: القضاء علي ظاهرة العنوسة التي انتشرت واستشرت في العالم كله , وبالأخص في عالمنا العربي والاسلامي فأصبحت ظاهرة تهدد أمن وسلامة واستقرار المجتمعات قاطبة , فانت حينما تنظر وتطلع علي نسبة العنوسة في عالمنا العربي ستجد ,الإحصائيات مخيفة , خاصة بين الفتيات الآتي لم تتزوجن ألي سن الثلاثين او الاربعين , وستذهل بل تكاد تصعق عندما تعلم ان تلك النسب وصلت معدل يفوق الخيال , فالعنوسة في اخر احصائياتها في مجتمعنا العربي سجلت ارقام فلكية وخيالية فما عليك الا ان تكتب في أي محرك من محركات البحث عبر "الإنتر نت " وتبحث عن اخر احصائيات للعنوسة في مجتمعنا العربي وخاصة كما قلنا للسيدات وفي الوطن العربي بالتحديد وسوف تذهلك وتدهشك النتائج , وكل ذلك مرجعه لا سباب كثيرة ومتعددة لكن علي راس هذه الاسباب عدم قبول بالتعدد في ثقافتنا , وحياتنا الواقعية .؟!!!.. 
وهذه سياسة تركها لنا الاستعمار البغيض , فالعنوسة تلك من مخلفاته التي ما زال مجتمعاتنا العربية يعاني منها , فهو وان كان الاستعمار رحل عن اوطاننا بجيوشه وسلاحه الا انه ترك لنا وفينا ما هو اخطر وأشدّ من الجيوش ومن السلاح , الا وهو افكاره الهدامة التي مازالت تغزو بها اوطاننا العربية ومجتمعاتنا الاسلامية خاصة , وللأسف الشديد نجد من بني جلدتنا من يتبني هذه الافكار بل ويروج لها ايضا , ولو دروا ولو علمت تلك الشعوب المسلمة ما للتعدد , وما فيه من فوائد لجعلته من أهم أولوياتها , بل لجعلته في صدارة اهتماماتها , واعتبرته قضيتها الاولى والاخيرة في استقامت بلدانها علي الجادة , وعلي طريق التحضر والتقدم, والرقي والحضارة الانسانية . 
رابعاً : كما أن من ضمن فوائد التعدد في الاسلام انه ظاهرة صحية ونفسية واخلاقية وقل ما شئت من فضائل عائدة علي المجتمع بسبب التعدد . فما ظهرت الأمراض الاخلاقية والجسدية والنفسية الا بعد غياب هذه الشريعة الربانية , وما استشرت فينا نسب الطلاق بكثرة الا في غياب هذه الشريعة , وما ظهرت الامراض الاخلاقية من تحرش وتفحش وأخذٍ للأخدان وانتشار الخيانات الزوجية وغير ذلك من امراض مجتمعية إلا من خلال البعد عن تطبيق امر الله تعالي في موضوع التعدد في الزواج , وأزعم انه كل هذا كان لم يكن لو قبلت المجتمعات المسلمة بتلك المكرمة والعطية الربانية , فلم تظهر كل هذه الكوارث الاخلاقية التي نعانى منها , وأزعم لأنها لا توجد في مجتمع ساد فيه تعدد الزوجات .. 
خامساً : وفي التعدد من الفوائد النفسية والصحية علي المرأة قبل الرجل ما فيه , وعلى راس هذه الفوائد العائدة علي المرأة , هي تجعلها تمارس حياتها الطبيعية من حب وعطف ورحمة ومودة في كنف زوج واولاد, وذلك بدل من ان تظل بلا زوج ولا أولاد, تعاني الكبت والحرمان المادي والعاطفي , يقول الله تعالي ." وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) سورة الروم
وأيضا المرأة التي تقبل لزوجها بالتعدد ستكون امرأة تحظي بحب واحترام زوجها , لا نه سينظر لها بانها لم تحرمه حق من حقوقه التي كفلها له الدين والفطرة , ولا تقل لي أن هناك من ترك الزوجة الاولى وزهد فيها , وتحول بقلبه وعطفه وماله لزوجة الثانية , هذا وإن وجد , فهو قليل جداً , وليس قاعده يقاس عليها , فالشاذ يؤيد القاعدة ولا ينفيها , كما تعلمنا , فلكل قاعدة ولها شواذ .....
سادساً : والتعدد يدخل في أطار أحكام الاسلام الخمسة , من واجب , ومندوب , وحرام, ومباح , ومكروه , وأنا أتكلم هنا عن الواجب , بمعني أن الرجل الذي يملك المال , والباءة , والقدرة على الزواج , فيجب عليه أن يتزوج , كما يجب علي المجتمع المسلم, أن يعينه , ويعضضه, ويشد علي يديه , ولا يقف في طريقه حجر عسرة, وذك بسيل من السخرة , والاستهزاء , والكلمات النائية النابية , وحجج واهية , ما انزل الله بها من سلطان , لأن الله الخالق المشرع العليم بما خلق , عالم بما خلق , {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} سورة الملك14 .. فهناك من الناس من لا يصلح حاله الا بزوجة واحدة , وهناك من لا يصلح حالة بالاثنتين , وهناك من لا يصلح حاله الا بأربعة من النساء , ولا تعليق بكلام في الهواء , ولا اريد ان اسمع من يقول : إن هذا كلام غير صحيح .. فمن قال ذلك , ففد رد على الله تشريعه, وعليه فليرد كل ما امره الله به , وبذلك يكون أنكر معلوما من الدين بالضرورة , وأيضاً اقتضت حكمة الله تعالي ان يكون العنصر النسائي في الكون أكثر من الرجال لتعميره , وأيضاً في كل المخلوقات نجد الأنثى هي الاكثر والغالب , وذلك لحكمة يعلمها سبحانه وتعالي , فالرجال كما تقول الاحصائيات هم أقل عمراًًً من النساء , لما يتعرضون له من قتل في الحروب وعوامل بيئية , واقتصادية , وقد اثبت الدراسات والابحاث العلمية ان جهاز المناعة لدي المرأة أقوي منه عند الرجل , لذا كان التعدد حتمي وضروري , والا نشأ عن ذلك من المفاسد جمة لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالي .. 
سابعا : ومن ضمن هذه الفوائد التي نجدها في التعدد لمن ملك القدرة علي ذلك بالاستطاعة , والباءة , فائدة الاستقرار النفسي , والمعنوي والعاطفي لدي الرجال والنساء على السواء , فمما لا شك فيه ان النساء اقتضت حكمة الله ان تمر بدورات مزاجية مختلفة , ومتغايرة عن الرجل , وذلك لما يصحبها من حمل وارضاع , وحيض , ونفاس , وغير ذلك من امور متعلقة بالنساء , تجعل الهرمونات لديها غير منتظمة , ومتقلبة الاحوال , والامزجة , فأحيانا تكون المرأة عصبية المزاج , ومرة أخرى تجدها تميل إلي الراحة, او الخلوة "العزلة " بنفسها , وغير ذلك من امور هي موجودة بالفعل لدي النساء بحكم طبيعتهنّ وطبائعهنّ , وبالتالي الرجل يحتاج الي التغير , والتجريب بطبع الفطرة , وحب النساء , وكثرة الاولاد , والتمتع بالحياة , وافضل هذه المتع ,واجملها هي النساء وذلك في الحلال الطيب , وبما أن الله قد أغلق في وجه الرجال الطريق إلي الحرام فتح له باب التعدد في الحلال , مثني , وثلاث , ورباع . فالمشرع حكيم عليم , اقتضت حكمته سبحانه وتعالي ان يشرع لخلقه ما يصلح حالهم , وبالهم .. {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} سورة الملك14.. فشرع التعدد لمن يستطيع ويقدر عليه , حيث قال في الآية الكريمة , " فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا} سورة النساء 3., وغريزة الجنس من اقوي الغرائز في الانسان وتأتي بعد غريزة التدين مباشرة , فهي من الغرائز المعجونة في التكوين الانساني بل هي اقواها في الانسان السوي بلا مبالغة , فمن الناس كما قلنا , تكفيه واحدة ومنهم لا تكفيه اثنتين , ومنهم لا يكفي الا اربعة من النساء لذلك شرع الله التعدد للقادر المستطيع لذا قال "ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا} سورة النساء: 3. 
وفي الاخير اتمني من الله أن نعود إلي ديننا الحنيف , وكلام ربنا اللطيف , ونطبقه علي ارض الواقع , كما اهيب بالعلماء والدعاة إلي الله تعالي , أن يُظهروا ويبينوا للناس الحكمة من التعدد , والفوائد المترتبة عليه للمرأة والرجل علي حدٍ سواء , وللمجتمع أيضاً , كما يجب وينبغي ان لا نكون كالببغاوات نردد تلك الاقاويل , والترهات الباطلة التي ورثناها من الاستعمار البغيض , في موضوع تعدد الزواج ,, كما أهيب بالمؤسسات العاملة في مجال حقوق الإنسان , والمنوط بها الدفاع عن حقوق المرأة خاصة , مطالبتها بأن تسعى من أجل إقرار التعدد كحق من حقوق المرأة , والعمل من أجل إلغاء القوانين التي تُجرم التعدد، والعمل من أجل تجريم العلاقات غير الشرعية بين الجنسين حفاظًا على كرامة وحقوق المرأة , وعلى طهارة المجتمع . واريد ان اذكر قبل ان انهي هذه المقالة أن التعدد شرعه الله للقادر المستطيع للباءة ــ كما قلنا ــ والقدرة علي النفقة والقدرة علي النساء , والا كان يقع تحت طائلة الحرام , فحكم التعدد في الزواج كما قال علمائنا الاجلاء يقع تحت اطار الاحكام الخمسة في الشريعة الاسلامية , 
فقط أردت أن أبين هذا للناس, حتى لا يزايد علينا أحد , ولا يفهم أحد غير مقصدنا هذا الذي اردناه , والله من وراء القصد , وبالله التوفيق , والسداد , وعلي الله القبول , وشكرا لكم جميعاً .... 
*****************************
بقلم / على السيد محمد حزين 
10 / 6 / 2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات