2019/05/08

(نفحات ) بقلم/مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي

(نفحات )
بقلم/ مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي

بحُسنِ القدِّ مع سحرِ العيونِ.....تجافتْ عن مضاجِعها جُفُوني
وأنطقني الدلالُ بكلِّ قولٍ.....يحارُ بحسنهِ أهلُ القرونِ 
بنارِ الشوقِ كم رَقَّتْ قلوبٌ....وأضحى الصَبُّ في رِفقٍ ولينِ 
وهُذِّبتِ المشاعرُ من غشومٍ.....ورقَّ القولُ من فظٍّ ضنينِ
وهشَّتْ بالصبابةِ كلَّ وقتٍ.....وجوهٌ عابساتٌ قبلَ حينِ 
عَلتها بسمةٌ من صرفِ حُبٍّ.....وما قَضُبتْ على رغمِ الشجونِ 
وجادَ لسانُها بجميلِ قولٍ......ولم ينطقْ سوى قولٍ رصينِ 
وكم زارَ الهوى أهلَ الضياعِ.....وذا المُلْكِ العريضِ وذا الغصونِ 
فأخضعَ للملوكِ وكلَّ مَرْءٍ.......نبيهِ الشأنِ ذي عرضٍ مصونِ 
ومَنْ يزُرِ الهوى يُمسِ خليقاً......بنيلِ المكرماتِ معَ الفنونِ 
*****
ألا قولوا لمن قد باتَ يسعى....ورا جِيَفِ الحياةِ بلا سكونِ 
ويطلُبُ للكبارةَ في اشتياقٍ......وليسَ لها بكفؤٍ في سنيني 
ويحسدُ للورى إنْ يسبقوهُ.....ويلبسُ ثوبَ زُهدٍ كلَّ حينِ 
تستَّرْ ما استطعتَ بكلِّ جُهدٍ......فقد ظهرَ الخَنى من بعدِ هونِ 
وقد سقطَ القِناعُ وقد دُريتَ......سقيمَ القلبِ في خُلُقٍ مَشينِ 
تكشَّفَ ما كتمتَ مدى السنينِ......ورأي اليومَ عن علمِ اليقينِ 
فإنْ قُمتُ إلى الأمجادِ أبني.....تأذَّى عن قِلىً من يحسدوني 
وإنْ زلَّتْ بنا الأقدامُ طاروا..... على عجلٍ من الفرحِ المبينِ 
يُحبُّونَ الزعامةَ كلَّ حُبٍّ..... وإنْ دفعتْ بهم نحوَ المنونِ 
وقد نطقوا بشهدِ القولِ فيهِ.....سمومٌ جالباتٌ للأنينِ 
*****
فدعْ عنكَ العذولَ وخذْ يميناً.....فطوبى للكرامِ أولي اليمينِ 
وسرْ في دربكَ الميمونِ وامضِ.......ولا تعدلْ عن الدربِ الأمينِ 
وحلِّ النفسَ بالإخلاصِ دوماً......وجرِّدها من الشركِ المَهينِ
وسابقْ في الغُدُوِّ وفي الرواحِ......وفي الحركاتِ منكَ وفي السكونِ 
ونافسْ كلَّ حيٍّ في المعالي ..... ولاتنظرْ إلى الأدنى ودونِ 
ولاتبخلْ على النفسِ بنفلٍ.....وما أحلى التنفلَ بالدُّجونِ 
وجُدْ بالخيرِ إنَّ الجودَ يمحو.....عيوبَ المرءِ يَسترُ للمَشينِ 
ولازمْ للدُّعاءِ بكلِّ وقتٍ......وأكثرْ في الصيامِ أخا اليقينِ

مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات