2019/05/14

الصيام وصلاة التراويح -- الأديب موسى حمدان

قرن المسلمون بين الصيام وصلاة التراويح، وهي سُنَّةٌ مؤكدة عن الرسول (ص)، كان يصليها مع الصحابة، فعن أَبي هُرَيرَة (ض)أنَّ رسول الله قال: مَن قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تَقدَّمَ مِن 
ذَنبِه))، (رياض الصالحين 1188)، زاد النسائي في رواية له: "وما تأخر" .
التراويح لغةً: جمْع تَرويحةٍ، وهي المرةُ الواحدةُ من الرَّاحةِ، وروَّحتُ بالقومِ ترويحًا: صلَّيتُ بهم التراويحَ؛ 
وسُمِّيت بذلك لأنَّ الناسَ كانوا يُطيلونَ القيامَ فيها والركوعَ والسُّجودَ، فإذا صلَّوْا أربعًا استراحوا، ثم استأنَفوا الصلاةَ أربعًا، ثم استرَاحوا، ثم صَلَّوا ثلاثًا، وأضاف عن المعنى الاصطلاحي للتراويح، فقال: التراويحُ اصطلاحًا: هي قيامُ شَهرِ رَمضانَ. وصلاة التراويح يُقال لها صلاة القيام، ومِن الناس مَنْ يعتكف بعدها في العشر الأواخر من شهر رمضان، يصلي لله بقدر ما يستطيع، وقبل صلاة الفجر ينهي صلواته بركعة الوتر، لقوله (ص): إن الله أمَدَّكُمْ بصلاةٍ هي خيرٌ لكم مِنْ حُمْرِ النِّعَم ، قُلنا : يا رسولَ اللهِ ، ما هي ؟ قال : الوتر ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر » (رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي) ، وجاء تفضيلها لما جاء على لسان عَمرِو بنِ مُرَّةَ الجُهَنيِّ، قال: ((جاءَ رجلٌ من قُضاعةَ إلى النبيِّ (ص) فقال: إنِّي شهدتُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّكَ رسولُ اللهِ، وصليتُ الصلواتِ الخمسَ، وصُمتُ رَمضانَ وقُمتُه، وآتيتُ الزكاةَ، فقال رسولُ اللهِ (ص): مَن ماتَ على هذا كانَ من الصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ))، فكم عدد ركعات صلاة التراويح:
عدد ركعات صلاة التراويح، ثمان ركعات، ثنتان ثنتان، ويأخذ المصلون ترويحة أي جلسة قصيرة بين كل أربع ركعات، وأكثر الناس يصلونها ثمان ركعات ثم ركعتي الشفع وينهونها بركعة الوتر، حيث كان الصحابة يصلون ويرتاحون وقبيل الآذان كانوا يسرعون في السُّحور خوفا من أن تدركهم صلاة الفجر فلا يتسحرون، فكانوا يطيلون حتى يتمُّوا قراءة القرآن كاملا خلال شهر.
ومن أدلة صلاة التهجُّد قوله تعالى:{ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء:79]، والتراويح هي صلاة القيام، لكنها ليست صلاة تهجد، ولا يفرق بعض الناس بين التهجد والتراويح، والفرق بينهما أنَّ التَّهَجُّدَ لا يصحُّ إلا لمن نام بعض ليلته، وممَّا أخرجه البخاري في هذه الصلاة من حديث ابن عباس (ض) قال: كان النبي (ص) إذا قام من الليل يتهجد قال: اللهم لك الحمد أنت قيِّم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد لك ملك السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق ووعدك حق ولقاؤك حق وقولك حق والجنة حق والنار حق لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت أو لا إله غيرك ولا حول ولا قوة إلا بالله. والله أعلم.
ومن الدعاء المستحب في صلاة الوتر: عن الحسنِ بن عليٍّ (ض)، أنَّه قال:عَلَّمني رسولُ اللهِ (ص) كلماتٍ أقولهنَّ في قُنوتِ الوِترِ: اللهمَّ أهدنِي فيمَن هدَيْت، وعافِني فيمَن عافَيْت، وتولَّني فيمَن تولَّيْت، وباركْ لي فيما أَعطَيْت، وقِني شَرَّ ما قَضَيْت؛ فإنَّك تَقْضِي ولا يُقْضَى عليك، وإنَّه لا يَذلُّ مَن والَيْت، تباركتَ ربَّنا وتَعالَيْت"، عن عليِّ بن أبي طالبٍ (ض):أنَّ رسولَ الله (ص) كان يقولُ في آخِر وترِه: اللهمَّ إنِّي أعوذُ برِضاك من سخطِك، وبمعافاتِك من عقوبتِك، وأعوذ بكَ مِنك، لا أُحصي ثناءً عليك، أنتَ كما أثنيتَ على نفْسِك. مع تحياتي : موسى حمدان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات