2019/05/21

لا بُدَّ مِنْ ثَوْرَةٍ نُحْيي بِها الأَمَلا-- الشاعر محمد الفاطمي الدبلي

لا بُدَّ مِنْ ثَوْرَةٍ نُحْيي بِها الأَمَلا

يا ليْلُ إنّي منَ الظَّلْماءِ أَبْتعِدُ***وأَنْـــــــتَ لاهٍ مَـــــعَ ليْلاكَ تَجْتَــــــــــــهِدُ

تَحَكَّمتْ سَطْوَةُ الدّيجورِ في خَلَدي***حَتّى كَأنّهُ إِسْرائيـــــلُ ما تَعِــــــــــدُ

هَجَمْتَ يا ليْلُ بالظَّلْماءِ فانْطَفأَتْ***أنْوارُ قَوْمي وَكُـــــــلُّ النّاسِ تَرْتَعِــــدُ

أَرْهَبْتَنا بِسَوادٍ لا لهُ مَثلٌ***إنَّ السَّوادَ عَليْهِ اللّــــــيْلُ يَعْــــــــــــــــتَـــــمِدُ

سَيولَدُ الفَجْرُ في الظَّلْماءِ يَوْمئِذٍ***وَلَيْسَ يَنْفَعُ ضُعْفَ النّاسِ ما عَــــــبدوا

////

آنَ الأَوانُ وَبِالتَّغْييرِ قَدْ أَمَرا***وأخْبَرَ الأُمَــــــمَ الدُّنْيا بِما صَــــــــــــدَرا

عَصْرٌ تَسَلَّحَ بِالتَّغْييرِ مُعْتَمِداً***عَهْــــــداً جَديداً وَقَدْ أَضْـــــــحى لَنا قَدرا

تَغَيَّرَ العَيْشُ والتَّفْكيرُ في زَمَنٍ***رقّى المَــــــعارِفَ والإِنْشاءَ والسَّـــفَرا

وَلمْ نَعُدْ لُقْمَةً سَهْلاً تَناوُُلُها***لَمّا تَوَسَعَ نورُ العِــــــلْمِ وانْتَــــــــــــــــشَرا

حَتّى المَسافَةُ لَمْ تَمْنَعْ تَواصُلَنا***كََأنّ عالمنا أَحْــــــياهُ ما ابْتَــــــــــــكَرا

////

أرى التَّحَوُّلَ آتٍ منْ مَآسينا***وَقَدْ تَكَشَّـــــــفَ ما أَخْفَـــــــــــــتْ أَيادينا

تَزايَدَ البُؤْسُ والإِقْصاءُ فاتَّسعَتْ***مَظاهِرُ اليَأْسِ في شَــتّـــــــى نَوادينا

لا رَيْبَ في ثَوْرَةٍ حتّى وَإنْ خَمَدتْ***فَنَحْنُ لا ندْري مَتى البَلْوى سَتأْتينا

سَتُشْرِقُ الشّمْسُ بالتَّحْريرِ حينَ نرى***صُبْحاً صَريحاً إلى العَلْياءِ يَهْدينا

سَنَمْتَطي صَهْوَةَ التَّغْييرِ يا وَطَني***حَتّى وإنْ كَبَّلَ الحُــــــــــــكَّامُ أَيْدينا

////

لا بُدَّ مِنْ ثَوْرَةٍ نُحْيي بِها الأَمَلا***فَنَطْرُدُ البُؤْسَ والإِذلالَ والوَجـــــــلا

أَلَمْ تَرَ الواقِعَ المُزْري يُخاصِرُنا***وَنَحْنُ نَخْشى وما نَخْشاهُ قَدْ حَصلا؟

تَبّاً لَنا غَزَتِ الأَوْهامُ أُمَّتَنا***وَدَبَّ فينا وَباءُ الجَهْلِ فانْدمــــــــــــــــــلا

وَسَوفَ يَنْتَشِلُ التَّغْييرُ أَنْفُسَنا***مِنْ نَكْسَةٍ خَنََقَــــــــــــتْ مَأْساتُها الأملا

فَاسْأَلْ شُعوبَ يِلادِ العُرْبِ قاطِبَةً***مَتــــــــى سَتُبْدِعُ في أَوْطانِها بَدلا؟

محمد الفاطمي الدبلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات