2019/05/08

حبيبي كيف تسلوك القلوبُ قصيدة بقلم الدكتور محمد القصاص

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏جلوس‏ و‏بدلة‏‏‏‏

حبيبي كيف تسلوك القلوبُ
قصيدة
بقلم الدكتور محمد القصاص

حبيبي كيف تسْلوكَ القُلـــــــوبُ *** وأنتَ الرُّوحُ والأملُ الطَّـروبُ
(حبيبي!) هل تُراعي القلب مني *** إذا ما هبَّ في قلبي هَـبُــــــوبُ
فهل تؤيني من فزع الليالـــــــي *** وعذري للهوى أن لا أتـــــوبُ
تجودي باللقاءِ ولا تبالــــــــــي *** أقدمُ خافقي وبه أجيـــــــــــــبُ
لأنتِ حَشَاشِتي ووريدُ قلبــــــي *** وعِطري حين تنثرُهُ الطيُـــوبُ
وأنتِ الطَّيرُ تمرَحُ في الرَّوابي *** وأنتِ الزَّهْرُ والغُصْنُ الرَّطيبُ
رياحُ الشَّوْق تَحملُنِي شِمَـــــالا *** وطيفُ العِشقِ يحملني جَنُــوبُ
فهذا العِشقُ يُطفئني مِــــــرَارا *** فيُحرقني من الشَّوقِ اللهيـــــبُ
وتهمي مُقلتاي لفرطِ حُبِّــــــي *** وينزفُ في الحَشا جُرحٌ مُريبُ
وجَفني يهمي بالعَبَراتِ تتــرى *** وتهمي العينُ يُسهرها نَحيــــبُ
أعانقُ طيفَها فجرا لتبقـــــــــى *** كنفح الطيبِ إن حلَّ المغيــــبُ 
أُتابعُ ما استطعتُ شُروقَ شَمسٍ *** فيحْجبُها عن اللقيــا الغُــــروبُ
فدربي قد تطولُ بلا إيَـــــــابٍ *** وعمري قد يُسافرُ لا يَـــــؤوبُ
ويبقى البُعدُ يرهقني عذابــــــا *** يَروحُ لُمهجتي الحرَّى يَـــذوبُ
فتلهبُ خافقي وَمَضَاتُ عِشْــقٍ *** ويُحرقُ أضلعي منها لهيــــــبُ
ويَحملني إلى الآلام بعــــــــــدٌ *** ويوقفني عن الشَّكوى رقيــــبُ
شكوْتُ الصَّبرُ يا حُبي مِــرَارا *** وطعمُ العيشِ مُرٌّ لا يَطيـــــــبُ
تجاهلتِ المشاعرَ يا حياتـــــي *** وحالي اليوم يغشاه الشُّحــــوبُ
تمادى الجُرحُ في نبضي نزيفا *** ولا بُرءٍ أؤمِّلُهُ قَريـــــــــــــــبُ
(حبيبي!) هل تَرِقُّ اليَّ يومــــا *** وهلْ تَدنو إلى اللقيا قلـــــــوبُ
فينعشني من الأنفاسِ عِطْـــــرٌ *** ويَحملني إلى الأحضَانِ طيــبُ
وهل يَحظى بلثمِ الثغرِ ثَغْرِي؟ *** حريَّا لا يباعدني غريــــــــــبُ
فشوقي للرُّضَابِ يزيد شوقــي *** وعشقي لِـلَّمى أيضا يَطـيـــــبُ
فهل أهوى الفراقَ هنا وثغــــرٌ *** يُناديني وروحي تَستجيــــــــبُ
فيهدأُ في الضُّلوعِ أوارُعشقــي *** ويَسْكنُ في الفؤاد هنا وجيـــبُ
(أليلى !) إن هجرتيني فإنــــي *** ستقتلني المَهَالِـكُ والخُطُــــوبُ
ويَخذلُني القليلُ بغير ذنـــــــبٍ *** ويَعذلني الكثيرُوهُم ضُــــروبُ
حضرتُ وخافقي يأبى صُدودا *** وشوقٍي في دياركِ لا يئـــــوبُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات