2019/05/28

في الذكرى السنوية لرحيل أمّي --الشاعرة ليلى عريقات

في الذكرى السنوية لرحيل أمّي
ذكرى رحيلكِ يا أمّي مُفتِّحةٌ
كلَّ الجروحِ وكم ينتابني الكدَرُ

كالبدر كنتِ تُنيرين الحياةَ لنا
وفيكِ وحدَكِ كان النورُ ينْحصِرُ

آهٍ رحلْتِ فما أقساه من وجَعٍ
أُوّاهِ إنّي أُحِسُّ القلبَ يُعْتَصَرُ

آهٍ رحلتِ ومرّاً صارَ طعمُ فمي
يا حسْرتي وشرابي كلُّهُ عَكِرُ

قد كنتِ يا أُمُّ نبعاً للحنانِ لنا
وكلُّ ما قلتِ يا أُمّي لنا دُرَرُ

وكم نصحْتِ وقد حلَّ المُصابُ بِنا 
وهانَ جُرحي ففي نُصحٍ لكم عِبَرُ

لولاكِ ما اسْطَعْتُ أن أمضي بزورقِنا 
بعدَ الشّهيدِ ونارُ القلبِ تسْتَعِرُ

أرنو لِرَسْمِكِ لا رسمٌ يُضارِعُهُ
هوَ الحياةُ وإنْ مرّتْ بِنا الصُّوَرُ

إنّي أتوقُ إلى قبرٍ تُعَلِّلُني 
نجواكِ يا أُمِّ مثلَ السّيفِ تنهمِرُ

إنّ المفاصلَ يا أُمّي تُقَيِّدُني 
مثلَ السّجينِ ولا تُبقي ولا تَذَرُ

إلّا المرارةَ في الوجدانِ أجرعُها
يا طيفَ أُمّي إليكَ الآنَ أعتَذِرُ

ماذا حياتي وقد غابَ الرُّواءُ لها
يا أُمِّ بعدَكِ عيشي إنّهُ سقَرُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات