2019/05/31

فكهنة وملاحة : يكتبها محمد عوض الطعامنه

فكهنة وملاحة : يكتبها محمد عوض الطعامنه 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أذكر أني قبل ايام وبينما كنت في صالة الإنتظار في دائرة الجوازات ....... حين أقترب مني رجل خمسيني وطلب مني بأدب ان اعيره قلمي ليكتب معلوماته على ورقة رسميه كانت بيده.
ناولته القلم بتثاقل ! وكأني كنت اخشى عليه من الضياع لما تربطني بهذا القلم من ذكرى ومودة وحميمية ، كوني تشرفت بقبوله كهدية من صديق عزيز على قلبي ،كانت احدى هواياته المفضلة مع كونه امي لا يقرأ ولا يكتب يشتري دائماً اقلاماً ثمينة ويحتفظ بها ...نعم صديقي هذا كان امياً لا يجيد القراءة والكتابه ، وأتصور اني كلما استعمله اتذكر ان هذا العزير قدم لي القلم الغالي هديه مع انه معجب كثيراً به وكأنه كان بإعجابه بأقلامه التي يشتريها من اغلى الأصناف ..... يشعر بالتعويض عما يعانيه من امية وصلت عنده الى حد القناعة بالنقص والجهل في الكتابه ..... ....دعونا نعود الى قاعة الجوازات العامة ، اعطيت قلمي الى الرجل الذي انكب على ورقته البنكيه ليكتب معلوماته ..... لكنه توقف قليلاً ونظر اليّ وسألني : من فضلك قديش اليوم بالشهر ؟ أجبته راضياً ....كتب تاريخ اليوم وتوقف.... ......ونظر الي مرة أخرى وسألني :إحنا بأيا شهر لطفاً ؟...........فأجبته هذه المرة ولكن من غير رضى .........كتب الشهر وتوقف..........ولكن لمدة !! اطول هذه المرة من المرتين السابقتين وقال:من فضلك إحنا بأية سنه ؟ .........طنٍشت عن الإجابه ثم اجبته مقهوراً مجبوراًكي اتخلص من هذه الورطه واستعيد قلمي ولكني كنت هذه المره أتصرف وأنا على اعتاب النرفزه ....!!!!!!قام بكتابة السنه وتوقف ....... ٠٠٠٠عندما كاد صبري ونبض قلبي ان يتوقف ........ونظر نحوي هذه المره ولكن بشفقة وتوسل!!!!!! وقال : ..........بقدر اسألك وما تزعل مني ........ايش اسمي حتى اسجله ؟
عندها طار ضابان عقلي وخرجت عن طوري حين حضرت ( جنيتي الخلقيه التي ورثتها ان اجدادي الأشرار عبر الأزمان الدارسة والعصور الغابرة ، ......حين تركته وقتها وتركت له القلم وشرعت مسرعاً خاج الدائرة مع ما اكن من محبة وذكرى حبيبة 
لصديقي الأمي الذي أهداني إياه .. نعم تركت القلم مع السائل الثقيل النجيب ..وهرعت خارجاً ...
....وما كدت اخطو خطوات حتى شاهدته يتبعني وهويقهقه ويتشبث بجلابيبي
ويقول لي : محمد عوض محمد عوض ٠٠٠٠ ول! عليك يا قليل الأصل انسيتني ؟ انا صديقك عبد العزيز الأسمر . عندها...كدت انهار..... وقد انثالت علي ذكريات درست وسحقتها الأيام وطيٍرتها من وجداني !! بعد اكثر من ثلاثين عاماً مضت ، عندما كان هذا الرجل من ألطف الزملاء وأكثرهم نكتة وصفاء سريره ..... احتضنته مغرورق العيون ولعنت هذا الزمن الردئ الذي بقسوته أضطرنا ان نبتعد وننسى ونتناسى احب من احبونا يوماً ...... تركت القلم العزيز الى صديقي عبد العزيز وذهبت الى شأني وانا اردد قول الشاعر ( الا ليت الشباب يعود يوماً نذكره بما فعل المشيب) .....وصباحكم على خير مع ملاحة او حكمة اخرى في يوم آخر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات