البعيد القريب
بَعيدٌ أنتَ جداً عن رُبانا
قريبٌ كنتَ للقلبِ الأمانا
على مَتنِ الرياحِ حَملتُ حُبي
ففاحَ الكونُ عطراً واحتوانا
فكم مِن مَرةٍ غَنَّى فؤادي
وصاغَ لكَ الموَدَّةَ والحَنانا
وكم عِشنا سَوِياً رغْمَ بُعدٍ
لنَرشُفَ في تَقَرُّبِنا مُنانا
أتذكرُ حينَ غِبْتَ فزادَ شوقي
وخوفي أنْ تَغيبَ ولا تَرانا
وغِبتُ كذاكَ عَنكَ فزِدتَ خَوفاً
وعانى القلبُ والمحبوبُ عانى
أتعلمُ ما الهوى والحُبُّ عندي
وما الأشواقُ يا مَرْسَى هَوانا
هوايَ لقاكَ يا حُبي، وحُبي
لأنتَ ، وأنتَ لي شَوقٌ تَفانَى
وليليَ لا يَطيبُ بغيرِ وَصلٍ
ووصلُكَ صارَ بي عَهْداً مُصانا
فما أقسى التباعدَ والتجافي
وما أشهى التَّقارُبَ في حِمانا
أموتُ بفرحةِ اللقيا وإني
أصوغُ الحرفَ أنشدهُ زَمانا
وما عبثاً كتبتُ وإنَّ حرفي
مِن الأعماقِ يَعبقُ مِن جَوَانا
عشقنا الحُبَّ في ألوانًا وإنا
نعودُ بهِ السنينَ إلى صِبانا
وإني قد عَشِقتُكَ يا حبيبٌ
ملأتَ جميعَ أركاني جِنانا
مَلَكتُ فؤادَكَ الحاني وعندي
وجدتَ الحُبَّ أغصاناً تَدَانَى
فليسَ يُفرقُ العُذالُ قَلباً
على قلبي تَرَبَّعَ واستَكانا
.........
التوصيف / قصيدة عمودية فصيحة من البحر الوافر
وتفعيلته :
مفاعلتن مفاعلتن فعولن
مفاعلتن مفاعلتن فعولن
حقوق النشر محفوظة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق