جلاء الهموم ________البحر الوافر
لقد مرَّت عصورٌ في ظلامٍ ___وما في عينِها هدأَ الضَّليلُ
يجرُّ عواصفَ الأيَّامِ حتَّى ___تراءى في سرابٍ من يَقيلُ
نفاقٌ باتَ يعلو في خرابٍ___ وما في جوفِهِ لَفَظَ الضَّئيلُ
ومن يُعلي لغيرِالحقِّ صوتاً ___سيخسَأُ ما جرى منهُ الصّهيلُ
.................
إلهي يا مجيرَ الخلقِ مِمَّنْ ___تعالَوا في ظلامٍ ، تاقَ جيلُ
لعودٍ والدِّيارُ بها ... ظلومٌ ___ يُهَدِّدُ من دنا ، فعدا فصيلُ
لقد كانت شهادتُهُ فخاراً ___ بكُلِّ حياتِهِ ضحَّى النَّبيلُ
ألا يا ربِّ فارحم ضعفَ نفسٍ___إذا كانَ السِّقاءُ لها الغليلُ
................
فحصرٌ يسحقُ الطُّلاَّبَ صبراً ___بلا أملٍ يعيشُ لهُ العليلُ
لقد ضاقت عيونٌ من سرابٍ ___وما كالماءِ يُحيي مَن يكيلُ
أراني لا أرى من أيِّ حيٍّ ___ سوى ذنبٍ لمَغفرةٍ يميلُ
وفي بابِ المحبَّةِ كُلُّ ذُلٍّ ___ سيبقى ما دعا يوماً خليلُ
...............
أُداعِبُ في الصَّباحِ شروقَ شمسٍ ___وبعدَ الظُهرِمن تعبٍ أقيلُ
ومن تصفو مواردُهُ ... مُريدٌ ___ وقلبٌ للمطيعِ بهِ الجميلُ
أمامي نهرُ أحلامٍ ... عِذابٍ ___ وتحتَ الغيمِ أمطارٌ تسيلُ
وزرعٌ في الفؤادِ نما وتاقت ___ إليهِ النَّفسُ من شوقٍ تشيلُ
..................
أنا من عاشَ في غَرَرٍ طويلاً ___ وها قد زالَ منِّي ما أُزيلُ
برحمةِ من دنا في الثُّلثِ ليلاً ___ ينادي من يتوبُ ويستقيلُ
كما أنَّ الحياةَ بَرَت ضلوعي ___ وجادت بالَّذي فيهِ الوبيلُ
فإنَّ مع الحياةِ حياءَ قلبٍ ___ لمن كانت مدامِعُهُ تسيلُ
.................
وكم من صولةٍ أنهى حياءٌ ___ من المولى ولكن لا أُطيلُ
إذا حلَّ البلاءُ طغت ذنوبٌ___على وجهِ الحياةِ لمن يُعيلُ
وبالأوهامِ أيَّامٌ ... ستمضي ___ بكلِّ مُعاندٍ قد ... يَستَطِيلُ
أُلامُ فذاكَ تقصيرٌ ... وإنِّي ___ إذا ما تُبْتُ يَرفَعُني الجليلُ
..................
وموجٌ في بحارِ الشَّوقِ يعلو ___ وقد غَرِقَت ذنوبٌ قد تُميلُ
على سطحِ اللقاءِ شِفَاءُ نفسٍ ___ إذا كانَ الرَّقيبُ هو البديلُ
كنورٍ قد تعالى في فضاءٍ ___ وما في الكونِ شيءٌ يستحيلُ
فتوبةُ عاشِقٍ تُشفي جراحاً ___ وباستغفارها قامَ ... الكَليلُ
..................
ألا يا ربِّ إنَّكَ مَنْ تُجازي ___بِضِعفِ الخيرِ مِمَّن قد يُهيلُ
همومُ الخلقِ تَدْحَرُها بعفوٍ ___ ومن أعمالنا ضاقَ السَّبيلُ
على خيرِالورى صلَّى حميدٌ ___ وباستغفارِهِ ولَّى ... الدَّخيلُ
فصلُّوا يا عبادَ اللَّهِ وادعوا ___ بمغفرةٍ لنا منها ... الكفيلُ
.................
السَّبت 3 رمضان 1439 ه
19 مايو 2018 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق