2018/05/17

رمضان للشاعرة ليلى عريقات

رمضان

رمضانُ عدْتَ وأنتَ شهرٌ لِلهُدى
والنّورُ فيكَ يعمُّ آفاقَ المدى

"إقرأ" يُردِّدُها المَلاكُ مُبَلِّغاً
فيُجيبُ أحمدُ طائعاً ومُرَدِّدا

ومضى يُزيحُ عنِ العُيونِ غشاوةً
ومضى لِدينِ اللهِ يدعو مُرْشِدا

والذّكْرُ فيهِ حلاوةٌ وطلاوةٌ
ومنارةٌ لِلْخَلْقِ في دربِ الهُدى

أسْرى بِهِ جبريلُ فوقَ بُراقِهِ
ثُمَّ ارتقى ومضى بِطه مُصْعِدا

أدنى مِنَ القَوْسَيْنِ عرشُ إلهِنا
والسِّدرةُ العُلْيا ونورٌ قد بَدا

فُرِضَتْ عليْهِ صلاتُنا تَهْدي إلى
سُبُلِ النّجاةِ تُجيرُ مَن يخْشى الرّدى

ربِّ اهدِنا لِلْخيْرِ يَسِّرْ أمْرَنا
يا ربِّ وارحمنا بِرحمتِكُم غَدا

أفْرغْ عليَّ الصَّبْرَ عَمّا نابَني
لا تجْعَلَنَّ مسيرَتي تُطْوى سُدى 
* * * * *
يأ ربِّ إنَّ المسلمينَ تزلْزلوا
وعدا عليهم مسْتبِدّاً مَن عَدا

في القدسِ ما فَتِئَتْ تئِنُّ جِراحُنا
مَنْ لي بِحُرٍّ كي يهُبَّ ويُنجِدا

آهٍ صلاحَ الدينِ عهدُكَ قد مضى
مَنْ لي بِمِثْلِكَ كي يُعَلِّمَنا الفِدا

فالشّعبُ بالأقصى الجريحِ تشَبَّثوا
مِن أجْلِهِ لاقَوْا عذاباً أسْوَدا

لكنَّ شعبي لا سَراةَ تَؤُمُّهُمْ
فالسّادةُ اختصَموا على مَرْأى العِدا

فتحٌ حماسٌ والجهادُ وغيرُها
فِرَقٌ وأسنَدَ بعضَها مَن أسْنَدا

وا خجْلَتي بلْ كيفَ نطلُبُ نجدةً
والحقُّ يُسْعِفُها بِأنْ تَتَوَحّدا

ماذا نُرَجّي إن بَقينا فُرْجَةً
جلّادُنا رفعَ السِّتارَ وَعَرْبَدا

يا صائبَ عريقاتَ دُمْتُمْ صائباً
خلِّ التّفاوُضَ عُدْ لِأهلي مُسْعِدا

شهداؤُنا لا لن تروحَ دِماؤُهُم
عبَثاً ويلْعَنُنا الزّمانُ مُنَدِّدا

حَمْلُ السّلاحِ صِراطُنا في أهلِنا
مُذْ فجْرِنا كانَ الشّهيدُ مُحَمّدا"١"

انظُرْ فدَيْتُكَ لا يُخَفَّفُ غِلُّهُم
إن لم تُجانِبْهُم سَتَهلكُ مُلْحِدا

رمضانُ أرجو أنْ تَعودَ مُجَدَّدا
ورِجالُ قوْمي لِلْفِدا مَدّوا اليَدا
"١" هو زوجي الشهيد قائد مدفعية فتح الثقيلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات