2018/05/14

بين الخطيئة والعبث شعر: علاء نعيم الغول

بين الخطيئة والعبث
شعر: علاء نعيم الغول

(خطيئة)
تتهربُ الأحلامُ
أم تخفي عن القلبِ الحقيقةَ
هل هناكَ خطيئةٌ في الحبِّ في تضليلِ
نفسٍ أرهقَتْها الاعتقاداتُ المضلِّلَةُ
التي انتزعتْ خيوطَ الراحةِ المُثْلَى
من الأوقاتِ من لونِ المساءاتِ البطيئةِ
مثل نبضِ الضفدعِ المخبوءِ تحتَ الطينِ
هل هذي القرى مسؤولةٌ عما نعاني منهُ
أم أنَّ الحياةَ توزعتْ آلامُها بطريقةٍ لسنا
على علمٍ بها تتهربُ الأشياءُ أيضاً من ملامحِها
وتجعلُنا نسائلُ بعضنا بعضاً لماذا نجهلُ الدنيا
ونجهلُ ما نُحِبْ.

(بعثْ)
بعيداً في مكانٍ ما
بعيداً حيثُ تنعدمُ الظنونُ ولا استياءَ
ولا مخاوفَ في مكانٍ يرتقي بهدوئهِ
نحو السماءِ وزرقةِ الغيماتِ تنتقلُ الفراشةُ
فيهِ صادقةً مُدَلَّلَةً تلاحقها ظلالُ الوردِ
في ذاك المكانِ تلاقتِ الدنيا و وعدُ الوقتِ
كي يجدا سبيلاً للبقاءِ بدونِ عبءٍ مرهِقٍ
وأنا وفي ذاكَ المكانِ أموتُ قبل الفجرِ أُبعَثُ
في الظهيرةِ ثم أصبحُ طائراً حتى المساءِ وراهباً
حتى يحينَ الموتُ ثمُّ أعودُ للنهرِ
الذي سيكونُ آخرةَ النهارِ وعودتي.

(اختلافات)
عندَ الحدودِ هناكَ موتٌ مختلفْ
ما قلتُ فوضى بل هلاكاً لا يعيدُ
الأرضَ أما النسوةُ اللائي هناكَ فقدْ
جعلنَ الشمسَ تُبطىءُ كم سيبلغُ في المسا
عددُ الذين استُشْهدوا وغداً نهارٌ مختلفْ
وكأنَّ شيئاً لم يكنْ والأرضُ باقيةٌ ونحنُ
الراحلون وتغربُ الشمسُ العنيدةُ ثمَّ تشرقُ
هكذا وعلى أناسٍ آخرينَ وكلُّ شيءٍ زائلٌ
فلِمَ الحياةُ تضيعُ في عبثٍ و وفقَ أجندةٍ
ليست لصالحنا ويبقى الموتُ عند حدودِنا
أبداً غريباً مختلفْ.

(فراشة)
حتى الفراشةُ أخطأتْ في فهمِها للضوءِ
لم تَعِ نصفَ ما تعطي الحياةُ
من الإشاراتِ الخفيةِ لم تصدقْ أنها
وهمُ الهواءِ وخفةُ العطْرِ البعيدِ وإننا
أيضاً فَراشٌ هائمٌ بين الغصونِ وفي ظلالِ
السروِ نحنُ نرى ولكنْ خلف رؤيتِنا أمورٌ غير
واضحةٍ وهذا اللغزُ يُكْشَفُ بعدما نمضي
وتعترفُ الفراشةُ بالتغربِ لا ترى في لونِها كلَّ
الذي تحتاجهُ والأمرُ يُكشَفُ كلما اقتربت نهايتُنا
ولكنْ ما الذي نجنيهِ مما سوف نعرفهُ قُبَيلَ رحيلِنا
أما الفراشةُ فالذي تخفيهِ عنا مختلفْ.
الإثنين ١٤/٥/٢٠١٨
تفاصيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات