2018/05/14

لا تَـغْـضَبـي - الشاعر بشير عبدالماجد بشير السودان .

لا تَـغْـضَبـي
****
ويُـقالُ غـاضِبَةٌ عليكَ ..!
وكيف تَغضَبُ من قتيلٍ ..
قد قَـضى يا قـومِ نَـحْـبَهْ

لا تَـغضبي ..
هـيَ زَفْـرَةٌ من قلبِ مَـحزونٍ ..
هَـدَمتِ حـياتَهُ وكَـسَرتِ قلبَهْ

وسَـقيتِهِ الـسُّمَّ الـنَّقيعَ ..
وبِـعتِـهِ الـبيعَ الـرَّخيصَ ..
وما رَحِـمتِ وخُـنتِ حُـبَّهْ

بل خُـنتِ قلبَكِ قَبْلهُ
فَـعَلامَ تَبدو منكِ يا دُنيَاهُ غَضْبَهْ

لا تَـغضَبي ..
فَـعَميقُ جُـرحَـكِ قَـادَنـي
لِسَماجَـةٍ فـي الـقولِ ..
يُـنْكِرُهـا الأَحِـبَّهْ

أَنـا آسِـفٌ ..
إِن كان شِـعري قد قَـسَا
فَـبِرغـمِ أنْـفي..
جاءَت الكلماتُ صَعْبَةْ

والـشِّعرُ يَـجنحُ للخيالِ ويَـفتري ..
وإِذا سَـمَحْتِ عـذّرْتِـهِ وغَفَرْتِ ذنْـبَه

مهما فعلتِ فَإِنَني أَنـا ذاكِـرٌ بالخـيرِ ..
حُـبَّكِ بَـعدَما فارقـتِ دَرْبَـه

ورصـيدُ عُـمْري الـذِّكرياتُ 
وسوفَ يأْتـي مُـقْـفِـرَ الأَرجـاءِ ..
يَـروي الـدَّمـعُ جَـدْبَـهْ

لاتَـغْضَبي ..
مازِلـتِ فـي عَيْنَيَّ سُـكَّـرةً ..
أَهِـيمُ بِـهَـا ..
وإِن آثَـرْتِ هِـجـراناً وغُـربـةْ

كلُّ الَّذي لكِ –كان عندي-
لا يَـزالُ كما عَـهِدْتِ ..
وإِن كَـسَاهُ الـحُـزْنُ ثَـوبَـهْ

لا تَـغْضَبي ..
وتَـجَاوَزي هَـذَيانَ مَـحمومٍ ..
فِـراقُـكِ هَـدَّهُ و أَطـاشَ لُـبَّـهْ

يَـتَفَرَّقُ الأَحْـبابُ فـي الـدُّنـيـا
وتَـبقى دائِـمـاً ..
بـَـعْدَ الـمُـحِـبـينَ الـمَـحَـبَّـةْ .

***
بشير عبدالماجد بشير 
السودان .
من ديوان ( أميرة )

هناك تعليق واحد:

  1. جزيل شكري وتقديري لاسرة مجلة غذاء الروح والفكر والتحية للجميع .

    ردحذف

إعلانات