2018/05/11

نَزَفَتْ عليكَ سحائبُ الأخلاقِ / الشاعر القدير مصطفى كردي

أستاذي وحبيب قلبي السيد المتواضع النقي التقي العالم الورع محمد سعيد رمضان البوطي رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته
نَزَفَتْ عليكَ سحائبُ الأخلاقِ

يا دمعةَ الزُّهادِ في الإشفاقِ


يا قلبَ قلبِ القلبِ في دقّاتهِ
يا منتهى الآهاتِ في الأعماقِ
يا صاحبَ الصّدرِ الرّحيبِ فصدرُنا
قد ضاقَ بعدَ البُعدِ في الآفاقِ
كنتَ القريبَ إلى القلوبِ وبُعدُكم
زادَ الهوى في مهجةِ العشّاقِ
فيكَ التّواضعُ دُرِّسَت أبوابُهُ
ومن العجيبِ تواضعُ العملاقِ
يا سالكَ الدّربِ السّديدِ فحيثما
سارَ السّدادُ وصلتَ للخلّاقِ
يا منبعَ الطُّهرِ النَّميرِ شرابُهُ
فالطُّهرُ كنتَ وكنتَ أنتَ السّاقي
ما زال طَيفُ النّورِ يهتفُ باسمِكم
وشَجيُ صوتِكَ فيه كالرّقراقِ
كنتَ الرّحيمَ بأمّةٍ زلّت بها
من وَهْنِها الأقدامُ بالإخفاقِ
ونَصبتَ في الجسدِ الضّعيفِ حبائِلًا
فتحرّروا بحبائلِ الميثاقِ
ورضيتَ بالموتِ المشّرفِ عَلّنا
نحيا فكان الموتُ كالإعتاقِ
وحَرَمتَنا من صُبحِ وجهِكَ سيّدي
كيما يزولَ الليلُ بالإشراقِ
ما زال علمُكَ فالحروفُ تُنيرُنا
كالشمسِ رغم عُلوِّها بطِباقِ
ما زالت الرّوحُ الشّفيقةُ كالتي
تَحنو كما لم تَفترِقْ بفِراقِ
نِلنا السّعادةَ من سعيدِ زمانِنا
يا بسمةَ الأرواحِ في الأحداقِ
رَحَماتُ ربّي يا رحيمُ على الدّوا
مِ عليكمُ كدوامِ ربِّي الباقي
مصطفى كردي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات